الحزن :
اليوم طرق الحزن بابي
قلت له: مالك يا حزن تتجول من بيت إلى بيت تتصنع أنك صديق صدوق، لقد رأيتك منذ أيام عندما زرت جارتنا
كيف بدلت’ حالها، وسرقت كل أشيائها العزيزة؛ قطفت ورود خديها، وأهديتها صباغا أصفر علا وجهها وسوادا
أحاط بعينيها .
أطرق قليلا ثم أجابني بنبرة من يدعي الحكمة والوقار :
ولكنك إن قبلت صداقتي ستبدين أكثر إنسانية، وأشد نبلا
أجبته : ولكن ياحزن أصدقاؤك ليسوا أشداء، قواهم محطمة بالكاد يجرون أجسادهم، توقفت كل تفاعلاتهم مع المحيط وباتوا كمن ينتظر الموت ولا يلاقيه …..
سأقاومك بابتسامتي التي لن أتخلى عنها لأجلك، وبالنسبة للإنسانية والنبل، فإنهما يأتيان من ابتسامة في وجه بائس أو مد يد العون له وليس بالحزن عليه …
وإني والله لا أراك إلا عدوا” لكل شيء أما رأيت سيد الخلق كيف استعاذ منك وقال بعد كل صلاة (اللهم إني أعوذ بك من الحزن )، لو كان بك خير لأمرنا بك !!
وبمجرد انتهائي من الكلام تلاشى من أمامي كما لو أنه لم يخلق، وأشرق الوجود عند غيابه كما شاء الله له أن يكون . عائشة أحمد البراقي
جميع الحقوق محفوظة لموقع علمني
Leave A Comment