أسرار مسلمة شرقية
رُبما يبدو ما سأخبرك به صعبَ التَّصديق، وخصوصًا لأنه صادرٌعن أنثى مسلمةٍ من العالم العربي!
-ولكنَّني لست ابنة شَّيخٍ، أو زوجة شَّيخٍ، والشَّيخ الوحيد الذي كنتُ أعرفه هو جد طاعن بالسن. -لم أحاول يومًا أن أفجّر نفسي بحزام ناسف،و لم أرمي يومًا قنبلةً يدويةً على أحد، ولستُ مولعةً كثيرًا بالانتحار…….
فلا تنظر لثيابي بريبةٍ.. فتحتَ ملابسِ الخروج، يوجدُ ملابس َداخلية، مثلكم تمامًا.. ….
-لم أستعبد يومًا طفلًا، ولا أعذّب الحيوانات، ولم أذبح يومًا أيَّ خاروف، ولسنا نذبح الخرافَ لمجرد ذبحها فقط……….
الأمرُ أعمقُ من ذلكَ بكثير.. …….
-لست بليونيرة، ولا ابنة بليونير، ولا يوجد بئر نفط في حديقة المنزل الخلفية، ولا أيَّةَ مناجمَ ذهب.
-صحيح بأنَّه يسمى (رقص شرقي) لكنني لستُ راقصةً شرقيَّةً، ولا يوجد في عائلتي أيَّةَ راقصة، ولا في الحي كلِّه؛ وخلف الأبواب المغلقة لا يوجد “حريم”
-العباءة السوداء ليست لباسيَ الرَّسمي، وفي الكثير منَ الأماكن لا ترتدي النِّساء العباءةَ أبدًا، إنَّه مجرد لباس تقليدي ٍدونَ أجندات إرهابية أو تكفيرية.. ……..
هويتنا ليست قطعة من القماش.. ….
-لستُ خرساء، وقد ارتدت المدارسَ والجامعات، وحصلتُ على شهادةٍ عُليا وتحدثت أمام جموع منَ النَّاس، ولستُ الشَّبح الأسودَالجَّالس بصمتٍ في زاويةِ الغُّرفةِ، أنتظر أمرًا لأنفّذَه، أو موسيقى الدَّف لأرقصَ على أنغامها، (بل يُقال بأنني الحاكم في بيتي لا الذكر، ولكن لنبقي ذلك سرًا بيننا)
-لم أعتدي على أحد ينتمي لدين آخر،أ و عرق آخر، ولم أقلل من قيمة وجوده قط، ولم أظن بأنَّ حياتي أهمّ من حياته لكونه يختلف عنّي.
-عندما تفتشني مرارًا في المطار، ستضيع وقتك فحسب، فما أحمله يشبه ما يحمله الجَّميع، لوازمَ السفرٍ فقط.
-لا أكره المسيحيين أو اليهود، بل ويخبرني القرآن بأنَّهم الأقرب لفهمي من الجَّميع، كوننا ننتمي لديانات كتابية، إبراهيمية، تنبثق شرائعها من مشكاةٍ واحدة.
-أؤمن بعيسى وموسى كما أؤمن بمحمد، فهم بالنّسبة لي أخوة، أؤمن بالتوراة والإنجيل، وصحف إبراهيم, وكل ما أنزله الله على رُسله، لا فرقَ بينهم بالنسبة لي.
-الكوفيَّة أو الشِّماغ أو العقال الذي يضعه الرّجال، وتحديدًا في مناطق الصَّحراء والمناطق المشمسة، فهو للحماية من الأشعَّة الضَّارة وحمايةِ الرأَّس والعينين أثناءَ العواصفِ الرَملية، فهو لبس وقائيٌ، وليسَ شيفرة مُتعارف عليها بين الإرهابيين أو الانتحاريين.
أكرر هويتَنا ليسَت قطعةَ قماش.. …….
-كمُسلمة، فالجماعات الإرهابية لا تمت للدين بصلة، إنَّها تجمُّعات بشريَّة عسكريَّة تضرُّ بي كمسلمةٍ أكثرَ مما تضر بأيّ إنسان من أي دين آخر، بل إنَّ ضحايا هذه الجَّماعات منَ المسلمين أكثر َمن ضحاياهم من غير المسلمين بكثير……..
بقلم الأستاذة فاطمة هاشم
Leave A Comment